تطورت صناعة البلاستيك في مصر تطورًا سريعًا في العقد الأخير وزادت أعداد المصانع الرسمية المسجلة فى الغرف الصناعية حيث وصلت إلى 4921 مصنعًا مسجلًا في غرفة الصناعات الكيماوية وذلك وفقًا لبيانات 2019 بالإضافة إلى شركات القطاع غير الرسمي نظرًا لاحتياج المجتمع للمنتجات البلاستيكية والتي تدخل فى معظم الأدوات المستعملة فى حياتنا اليومية.
ويدخل مدخل البلاستيك في صناعة الأجهزة الطبية والأجهزة الإلكترونية والأجهزة الرياضية والمنزلية بالإضافة إلى الملابس والأحذية بل وينافس أيضًا الزجاج ويحل محله فى كثير من الأحيان.
ولحسن الطالع فإن مصر تمر فى هذه الفترة بإكتشافات عظيمة للغاز الطبيعى وقد تصبح مصر واحدة من مراكز تصدير الغاز المسال فى الشرق الأوسط بفضل إعادة تشغيل محطتي أدكو ودمياط، ولكن بدلا من تصدير الغاز كمادة خام فإنه من الأفضل استغلاله لزيادة الاستثمارات بقوة فى صناعة البتروكيماويات والتى هى المحرك الرئيسى والعمود الفقري لصناعة البلاستيك وصناعات كيماوية أخرى.
فإنتاج خامات أولية أساسية مثل البولى أثيلين والبولى برويلين والبى في سي والوصول للإكتفاء الذاتى سوف يكون عاملًا مهمًا لوقف الاستيراد من السعودية والإمارات وإيطاليا والهند حيث تستورد مصر أكثر من 50% من إحتياجاتها من خامات البلاستيك، مع العلم أن وزارة البترول والثروة المعدنية لديها خطة مستقبلية لتنمية الاستثمارات في هذا القطاع خصوصًا في مجمعي التحرير والعلمين للبتروكيماويات.
ومن أهم التحديات في هذه الصناعة هي مواكبة التطور الحادث على المستوى الأقليمي والدولي كنقل التكنولوجيا الخاصة بتصنيع القوالب البلاستيكية والتي تتميز بها الصين وألمانيا وكذلك تصنيع ماكينات حقن ونفخ وسحب البلاستيك والتي تتميز بها أوروبا والصين. ومن التحديات أيضًا توفير العمالة الفنية الماهرة وتدريس علوم تطبيقية فى الكليات العملية كالهندسة والعلوم وإنشاء مدارس ومعاهد فنية متخصصة لأن الطلب على العمالة الفنية كبير والمتوفر منها فى سوق العمل لا يفي بإحتياجات المصانع.
ولأن الله تعالى أنعم على مصر بتوافر الخامات اللازمة في مختلف الصناعات فعلينا استغلال تلك الخامات بدلًا من تصديرها للخارج بل وتحويلها إلى منتجات ذات قيمة مضافة عالية مع العمل على جذب الاستثمارات اللازمة.
بقلم أحمد خليفة
خبير تنمية الأعمال / وحدة تنمية الأعمال
مركز تحديث الصناعة
